فضاء حر

لحظة تأمل .. لتبقى تعز

يمنات

دماء هنا .. وجرحى هناك .. قبور مفتوحة تنتظر ساكنيها .. هذا هو المشهد السائد بمحافظة تعز وقد اكتست حلة عاصمة الثقافة اليمنية فرائحية الموت تفوح في كل شوارع المدينة التي أصبحت أوكار لخفافيش الدمار وتجار الموت .

تعز يا سادة لم تعد كما كانت فالجسم فيها قد نحل واشتعل الرأس شيبا ومع هذا وذاك ما تزال صامدة في وجه التيار تحتضن أبنائها من خطر الإعصار ، حتى وان كنا عصاه تضل لنا أم حنون .

في الـ 11 من فبراير صرخت تعز في وجه الطغاة ورفرفت راية الثورة على قمم صبر وعانقت صرخات الحرية أسوار القاهرة , اليوم تلك المعادلة اختلفت فأصبحت تعز الثورة أسيرة بين جدران الحزبية وسجناها يحمل البندقة تحت مسمى القبلية … ! ذات يوما أرادت الحالمة أن تصدر مشروع الثقافة إلى قرى عمران وصعدة وسنحان لكن للأسف فشلت في ذلك وعادت إلينا محملة بثقافة الكراهية ضد دعاة المدنية .

ما يحدث اليوم بمحافظتنا الحبيبة من عنف وصراع سياسي تحت مسميات عدة ليس وليد اللحظة كما يعتقد البعض أو عمل عفويا يقوم به بعض الشخوص بين حين وآخر ، بل هو مخطط قد رسم مسبقاً بتوافق تمام بين تلك القوى الرجعية والقبلية القاطنة بالعاصمة اليمنية " صنعا " فهم يعلمون جيدا بأن مربط الفرس " تعز " لكن المعيب بكل ما سبق أن يكون المنفذون الرئيسيين لذلك المخطط الحقير هم أنفسهم من أبناء تعز .

وهنا استحضر قصص " هابيل وقابيل " و " الشيخ ابن الأحمر والشيخ بن عزيز "  والحر تكفيه الإشارة  .. نعم يخطر في بالي ذلك السؤال المحير .. لماذا يختلفون في صنعاء ويتفقون في عدن ويتصارعون في تعز … ؟

وعندما نجد إجابة لهذا السؤال ستكون صفحات التاريخ قد سجلت أن هناك أناس يطلق عليهم " البراغلة " كانوا فيما مضى يعيشون في وطن اسمه تعز .

زر الذهاب إلى الأعلى